المياه الجوفية

المياه الجوفية

تتوزع خزانات المياه الجوفية المتجددة بين وادى النيل، واقليم الدلتا. وتعتبر تلك المياه جزءآ من موارد مياه النيل . ويقدر ما يتم سحبه من مياه تلك الخزانات نحو 6.5 مليار م3 وذلك منذ عام2006. ويعتبر ذلك في حدود السحب الآمن والذى يبلغ أقصاه نحو 7.5 مليار م3 حسب تقديرات معهد بحوث المياه الجوفية. كما يتميز بنوعية جيدة من المياه تصل ملوحتها إلى نحو 300-800 جزء في المليون في مناطق جنوب الدلتا. ولا يسمح باستنزاف مياه تلك الخزانات إلا عند حدوث جفاف لفترة زمنية طويلة، لذلك تعتبر هذة المياه ذات قيمة استراتيجية هامــة. ومن المقدر أن يقترب السحب من هذه الخزانات إلى نحو 7.5 مليار م3 بعد عام 2017 .

أما خزانات المياه الجوفية غير المتجددة فتمتد تحت الصحراء الشرقية والغربية وشبه جزيرة سيناء . وأهمها خزان الحجر الرملى النوبى في الصحراء الغربية والذى يقدر مخزونه بنحو 40 ألف مليار م3 ، حيث يمتد في أقليم شمال شرق إفريقيا ويشمل أراضى مصر والسودان وليبيا وتشاد ، ويعتبر هذا الخزان من أهم مصادر المياه الجوفية العذبة غير المتاحة في مصر للأستخدام نظراً لتوافر تلك المياه على أعماق كبيرة، مما يسبب أرتفاعاً في تكاليف الرفع والضخ.

لذلك فإن ما تم سحبه من تلك المياه نحو 0.6 مليار م3 /السنة وهى تكفى لرى نحو 150 ألف فدان بمنطقة العوينات . ومن المتوقع أن يزداد معدل السحب السنوى إلى نحو 2.5-3 مليار م3 /السنة كحد سحب آمن وأقتصادى. وعامة يجب تفادى الأثار الناتجة عن الإنخفاض المتوقع في منسوب الخزان الجوفى، وذلك بالتحول من نظام زراعة المساحات الشاسعة إلى نظام المزارع المحددة بمساحات متفرقة (2000 – 5000فدان) وذلك للحفاظ على الخزانات الجوفية لفترات طويلة.تعتبر موارد المياه الجوفية أحد الموارد المائية غير التقليدية والتي تتميز بإنتشارها جغرافياً في جمهورية مصر العربية وبصفة رئيسية في المناطق الأربعة التالية:

وادي النيل والدلتا: وتشمل المنطقة الواقعة ما بين دخول نهر النيل إلى مصر والبحر المتوسط بما في ذلك منخفض الفيوم وبحيرة ناصر.

الصحراء الغربية: وتشمل المنطقة المحصورة بين نهر النيل شرقاً والحدود الليبية غرباً والحدود المصرية السودانية جنوباً والبحر المتوسط شمالاً.

الصحراء الشرقية: وهي المنطقة المحصورة بين وادي النيل بالوجه القبلي والبحر الأحمر.

شبه جزيرة سيناء: وتعتمد المنطقة الأولى أساساً على المياه النيلية التقليدية والتي تقوم عليها معظم أنشطة التنمية من شرب وزراعة وصناعة إلى جانب استخدامها لمصادر المياه الأخرى غير التقليدية كمياه الصرف الزراعي في شبكات المصارف أو المياه الجوفية التي تخزن بمستودع التكوينات الرسوبية نتيجة تسرب الفائض من مياه الري النيلية،ومياه الصرف الصحي المعالجة بالإضافة إلى مياه الأمطار في الجزء الشمالي من الدلتا. وتعتمد باقي مناطق الجمهورية أساساً على مصادر المياه الجوفية غير المتجددة بالإضافة إلى الأمطار المتساقطة على المناطق الساحلية.

مصادر المياه الجوفية في مصر

خزان وادى النيل ومنطقة بحيرة السد العالى

يعتبر خزان المياه الجوفية أسفل وادى النيل في مصر العليا هو أيضاً ثانى أكبر الخزانات الجوفية المتجددة بمصر وشمال إفريقيا، يمتد الخزان ما بين الجيزة إلى أسوان بطول حوالى 900 كيلو متر. ويبلغ متوسط عرضه حوالى 14 كم وأقل عرض له عند أسوان (2كم) وأقصى عرض له عند مدينة المنيا (20 كم) تبلغ المساحة الكلية لحوض وادى النيل بين القاهرة وأسون حوالى 100 كيلو متر مربع.

أما بالنسبة لضفاف بحيرة السد العالى فإن البحيرة عموماً تمتد على مسافة

أما بالنسبة لضفاف بحيرة السد العالى فإن البحيرة عموماً تمتد على مسافة حوالى 500 كم منها حوالى 350 كم داخل جمهورية مصر العربيةو150 كم داخل السودان وضفاف بحيرة السد العالى تتكون من بعض السيول التى تتسع وتضيف في مواقع مختلفة وفى الجزء الجنوبي الغربي يقع خور توشكى الذى يؤدى غرباً إلى منخفض توشكى ومنطقة مشروع توشكى الحالى.

ويخترق مجرى نهر النيل في مساره من أسوان إلى الجيزة مجموعة من التكوينات الجيولوجية التى تظهر بالتتابع من الجنوب إلى الشمال وتكون الأساس الصخرى للنهر وتظهر الصخور الأقدم عمراً إبتداء من صخور الحجر الرملى النوبى في أقصى الجنوب ويتتابع ظهور الطبقات الأحدث ناحية الشمال. غير أن منخفض مجرى نهر النيل القديم والحديث يمتلئ برواسب أحدث من الصخور الأساسية وهى رواسب النهر القديم والحديث والتى تحتوى على التكوينات الأساسية الحاملة للمياه الجوفية

هذا ويمكن تقسيم مجرى وادى النيل من الناحية الجيولوجية إلى القطاعات الآتية حسب ظروف ونوعية وعمر الصخور الأساسية التى يخترقها النهر

من أسوان حتى الحد الجنوبي من كوم أمبو يخترق النهر تكوينات من صخور الحجر الرملي النوبى التابعة للعصر الثاني. وعند سهل كوم أمبو تعلو طبقات الحجر الجيرى رواسب الحجر الرملي النوبى ثم يظهر الحجر الرملي النوبى حتى إدفو. أما الرواسب النهرية فلا يتجاوز سمكها 25 مترا.

قطاع النهر من إدفو على نجع حمادي يقطع في طبقات من الطفل والحجر الجيرى تابعة للعصر الكريتاسى. وسمك الرواسب النهرية في هذا القطاع

تراوح من 80 إلى 110 أمتار.

من نجع حمادى إلى ما بعد أسيوط يخترق مجرى النهر هضبة من الصخور الجيرية التابعة لعصر الأيوسين ويبلغ أقصى سمك للرواسب النهرية 120-190 متراً.

من منفلوط إلى قرب الواسطى يقطع النهر في تتابع من طبقات الحجر الجيرى والطين والحجر الرملى التى تكون القطاع الأعلى لصخور الإيوسين(الحقب الثاني) والطبقات السفلى من صخور الحقب الثالث ويبلغ السمك الاقصى للرواسب النهرية في هذا القطاع 120-220 مترا.

الطبقات الحاملة للمياه

يتواجد الخزان في أسفل نهر النيل أساساً في طبقات حاملة للمياه ضمن الرواسب النهرية. هذه الرواسب تحتوى على طبقتين رئيسيتين حاملتين للمياه مثل ما هو الحال في خزان دلتا نهر النيل. الطبقة العليا هى طبقة قليلة الأهمية من الناحية المائية وتتكون من الطين والغرين اللذين يتميزان بنفاذية منخفضة عموماً سواء في الإتجاه الأفقى أو الرأسى وبذلك تعمل كطبقة شبه منفذة تغطى الطبقة السفلية. وتغطى هذه الطبقة عموماً حوالى 70% من مساحة أرض وادى النيل.

وتعتبر الطبقة السفلية هى الطبقة الرئيسية المنتجة للمياه الجوفية وتتكون من الرمال المتدرجة وتتميز بنفاذة عالية في الاتجاهين الأفقى والرأسى. هذ وتتراوح الطبقة الرئيسية الحاملة للمياه ما بين طبقة شبه حبيسة في المناطق التى تعلوها الطبقة شبه المنفذة (أو شبه الكتيمة) إلى ظروف طبقة مياه حرة السطح في المناطق التى لا تتواجد فيها الطبقة شبه الكتيمة. أما في منطقة بحيرة السد العالي فإن المياه الجوفية تتواجد أساساً في خزان الحجر الرملي النوبى الذى ينقسم إلى مستويين:

المستوى العلوي

يتكون من الحجر يتراوح سمكه بين 75 و 125 متر به بعض متداخلات من الطفلة وتبلغ مسامية صخور الخزان هنا من 4 إلى 85 متر/يوم. وتتأثر هيدرولوجية هذا المستوى بمستوى المياه ببحيرة السد العالى إلى حد كبير وتتذبذب معها.

المستوى الأسفل

يتراوح سمكه بين 10 و195 مترا وبه متداخلات أكثر من الطفلة. وتتأثر حركة المياه الجوفية في هذا المستوى بشكل أقل بمستوى المياه الجوفية ببحيرة السد العالى.

مصادر التغذية

المصدر الرئيسى لتغذية خزان وادى النيل بالمياه هو التغلغل العميق لمياه الرى والمياه المترشحة من قنوات الرى. هذا وتم تقدير الكمية الكلية لتغذية الخزان الجوفى لحوض وادى النيل (الرواسب النهرية) بحوالى 6.2 مليار متر مكعب/سنة. غير أن المياه المستغلة حالياً أقل من ذلك بكثير وهناك فائض كاف يمكن استغلاله في مشاريع زراعية وتنموية.

أما مصدر التغذية في خزانات المياه الجوفية بمنطقة بحيرة السد العالى فهو أساس رشح مياه البحيرة في معظم المناطق إلا أن بعض أنواع المياه الجوفية وخصوصاً تلك البعيدة عن البحيرة والتى تقع ضمن نطاق المستوى الأسفل فإنها تحتوى على نوعيات من المياه القديمة المختزنة.

هذا وقد دلت الدراسات التى أجريت بين كل من هيئة بحيرة السد العالى ومركز بحوث الصحراء وجامعة القاهرة أن معدل التسرب السنوى من البحيرة يبلغ 2.7 مليار متر مكعب وهى كمية هائلة يمكن استغلال جزء منها محلياً لأغراض الرى دون التخوف من تصريف المياه إلى البحيرة ثانية حيث أن مستوى المياه الجوفية يميل في إتجاه بعيداً عن البحيرة وبذلك تتجه تيارات المياه الجوفية بعيد عنها.

نوعية المياه بخزان وادى النيل : يتضح من بيانات الآبار التى تستغل طبقة الرمال المتدرجة في خزان وادى النيل أن 75% من مياه هذه الآبار تتميز بدرجة ملوحة أقل من 500 مجم/لتر حيث تكون الكاتيونات الغالبة في المياه هى الماغنسيوم والصوديوم والأنيونات الغالبة هى البيكربونات. ومثل هذه النوعية من المياه تكون صالحة لكثير من الاستخدامات، ومع ذلك فإنه يلاحظ تواجد نوعية أقل جودة من المياه الجوفية في الطبقة العلوية

خزان الدلتا

يشغل السهل الفيضي لدلتا نهر النيل شمال مدينة القاهرة بين فرعي رشيد ودمياط حتى البحر المتوسط شمالاً، وامتداد حوافها الشرقية حتى قناة السويس، والغربية حتى وادي النطرون غرباً. ويتكون الخزان الجوفي بالدلتا من رسوبيات الحقب الرباعي والثلاثي المتآخر من الرمال والحصى تتخللها راقات طفلية تزداد في اتجاه الشمال. ويتراوح سمك الخزان ما بين 100 متر عند القاهرة جنوباً إلى 1000 متر عند الساحل شمالاً. ويحد الخزان من أعلى غطاء من الطمي السلتي شبه المنفذ بسمك يتراوح ما بين 20 متراً جنوب الدلتا إلى 60 متراً في الجزء الشمالي منها، مكسباً الخزان خصائص الخزان شبه المقيد، بينما يتلاشى عند الحواف الشرقية والغربية لسهل الدلتا الفيضي ليصبح الخزان ذا مستوى مائي حر. وتشكل صخور الباليوسين الطفلية عديمة النفاذية قاعدة الخزان الجوفي.

قدرت السعة التخزينية للخزان الجوفي بالدلتا بحوالي 400 مليار متر مكعب في حين يبلغ معدل تغذيته السنوية من تسرب الفائض من مياه الري النيلية ومن شبكات الري بحوالي 6 مليار متر مكعب، والتي لا تُعتبر مصدراً للمياه الجوفية بل تعتمد على ما يتم تخزينه منها موسمياً في مستودع رسوبيات الدلتا لإستغلالها في أغراض الشرب وكاستخدام مشترك في أغراض الري مع المياه النيلية في فترة أقصى الإحتياجات. والمياه الجوفية بخزان الدلتا الجوفي ذات نوعية جيدة جداً (الملوحة 300-800 جزء في المليون) في مناطق جنوب الدلتا بينما تتزايد الملوحة مع العمق وشمالاً حيث تتراوح بين 1000-5000 جزء في

المليون عند كفر الشيخ في وسط الدلتا والإسماعيلية في شرق الدلتا ودمنهور في غرب الدلتا إلى 30000 جزء في المليون في المناطق القريبة من الساحل.الخزانات الساحلية

الغربيه الساحل الشمالي

الخزان الجوفي بالكثبان الرملية الساحلية والرواسب الغريانية. وتشكل سلسلة الغرود الرملية الساحلية مخزناً طبيعياً لتجمع مياه الأمطار التي تتسرب رأسياً فيها مكونة خزانات للمياه العذبة الجاثمة على مياه مالحة نتيجة لتوغل مياه البحر المالحة فيها، ويتم استغلالها بمعدلات صغيرة بواسطة الخنادق (منطقة القصر) لتجنب زيادة ملوحتها مع السحب. وتتواجد الرواسب الغريانية الحاملة للمياه الجوفية في الأجزاء العليا لمجاري سيول الوديان الواقعة في الجزء الغربي لمنطقة الساحل بين السلوم وفوكه، وهي ذات امتداد محدود وبسمك لا يتعدى 10 أمتار. وقد أظهرت نتائج اختبارات الضخ بالآبار المستغلة للكثبان الرملية والرواسب الغريانية وتقييم مصادر المياه الجوفية بهما عن أن معامل السريان ومعامل التوصيل الهيدروليكي لهما حوالي 15 متر مربعاً/لليوم، 12,8 متر مربع/يوم و16,4 متر مربع/ يوم على الترتيب.

الخزان الجوفي بتكوين علم الخادم وقصر قرطاجي. ويتكون من الصخور الجيرية التابعة لعصر البليوسين، ويتواجد الخزان الجوفي بتكوين علم الخادم بمنطقة السهول الداخلية الممتدة من رأس حبيصة حتى الضبعة حيث تشكل منطقة الضبعة تركيباً حوضياً مكوناً خزاناً معلقاً للمياه الجوفية الضاربة للملوحة (2888-3320 جزءاً في المليون). ويتواجد الخزان

الخزان الجوفي بتكوين علم الخادم وقصر قرطاجي. ويتكون من الصخور الجيرية التابعة لعصر البليوسين، ويتواجد الخزان الجوفي بتكوين علم الخادم بمنطقة السهول الداخلية الممتدة من رأس حبيصة حتى الضبعة حيث تشكل منطقة الضبعة تركيباً حوضياً مكوناً خزاناً معلقاً للمياه الجوفية الضاربة للملوحة (2888-3320 جزءاً في المليون). ويتواجد الخزان الجوفي بتكوين قصر قرطاجي الجيري الرملي في منطقة سهل غوط رباح (شرق مرسى مطروح) حيث ملوحة محتواه من المياه الجوفية تتراوح ما بين 700-1875 جزءاً في المليون.

الخزان الجوفي بصخور المايوسين الجيرية. تتواجد هذه الخزانات في تراكيب حوضية للصخور الجيرية لعصر المايوسين الأوسط بسمك 12-20 متراً، مكونة مياهاً معلقة فوق مستوى سطح البحر بمناطق فوكة وقطاف (الضبعة). وقد أسفرت تجارب الضخ على آبار منطقة فوكة عن أن متوسط قيمة معامل السريان 24 متراً مربعاً/يوم. وبينما بلغت ملوحة المياه بحوض فوكة 2000 جزء في المليون، فإن المياه الجوفية بحوض قطاف تتميز بعذوبتها حيث تتراو ملوحتها بين 125 إلى 570 جزءاً في المليون.

الساحل الشمال الشرقي

الخزان الجوفي بمنطقة رمانة- بئر العبد. تتواجد المياه الجوفية بمنطقة رمانة – بئر العبد في تجمعات الكثبان الرملية والتي تمتد من التخوم الشمالية لجبل المغارة جنوباً إلى السهل الساحلي رمانة – بئر العبد شمالاً والتي يحدها من أسبالبخرفل مكون الحجر الرملي الكلسي المعروف باسم “الكركار”، ويبلغ السمك المشبع بالمياه بالكثبان الرملية 120 متراً في الجنوب ويقل شمالاً ليصبح 10 أمتار عند الطريق الساحلي. ويتراوح المياه ما بين 2,6 أمتار فوق سطح البحر عند بلدة قاطية في الجنوب إلى مستوى سطح البحر أو تحته عند منطقة السبخات الساحلية والتي تُعتبر منطقة الصرف الطبيعي لمياه الخزان الجوفي حيث تُفقد .

الخزان الجوفي بمنطقة العريش- رفح. تتواجد المياه الجوفية بمنطقة الشريط الساحلي العريش/ رفح في رسوبيات الحقب الرباعي والتي تمتد من الساحل شمالاً ولمسافة 15-20 كم جنوباً، وتشمل التتابعات الجيولوجية التالية:

تجمعات الكثبان الرملية بالشريط الساحلي.

الرواسب الوديانية بدلتا وادي العريش

الرسوبيات الشاطئية القديمة بمنطقة الشيخ زويد/ رفح

الحجر الرملي الكلسي (الكركار) بالشريط الساحلي

وتمثل الصخور الطفلية والجيرية التابعة للحقب الثلاثي قاعدة الخزان الجوفي بينما يمثل مستوى المياه الجوفية حده العلوي، ويتراوح سمك الخزان ما بين 5 أمتار عند الحد الجنوبي لدلتا الوادي (منطقة لحفن) إلى 80 متراً شرق مدينة العريش. في حين يتراوح سمكه ما بين 20 متراً جنوب رفح إلى 60 متراً في منتصف الحوض الرسوبي بين شيخ زويد ورفح.

الخزانات الجوفي بمنطقة عيون موسى – أبورديس. ويمتد من عيون موسى شمالاً وحتى أبو رديس جنوباً مروراً بمناطق عيون موسى، رأس سدر، أبوزنيمة والتي تقع في نطاقها بعض الأودية الهامة مثل وادي سدر ووادي غرندل ووادي فيران. وبالرغم من وجود عدة تكوينات جيولوجية حاملة للمياه الجوفية تابعة لعصور جيولوجية متعاقبة من الحقب الرباعي حتى الكريتاوي السفلي إلا أن نتائج حفر الآبار الضحلة والعميقة بمناطق السهل الساحلي الممتد من عيون موسى حتى أبو رديس أوضحت ضعف الإمكانيات المائية بالتكوينات الضحلة وشدة ملوحة المياه بالتكوينات العميقة

الخزان الجوفي بسهل القاع.يعتبر الخزان الجوفي برسوبيات العصر الرباعي (مجموعة الطور) بمنطقة سهل القاع والممتدة على الساحل الشرقي لخليج السويس ما بين وادي فيران شمالاً ورأس محمد جنوباً من الخزانات الجوفية التي بدأ في استغلالها منذ عام 1972م في تغطية احتياجات منطقة الطور/ شرم الشيخ من مياه الشرب.

الساحل الغربي لخليج العقبة

خريطة جيولوجية لأماكن الخزانات الساحلية للبحر الأحمر

أوضحت نتائج الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية ونتائج حفر الآبار في مناطق السهل الساحلي طابا-شرم الشيخعلى الساحل الغربي لخليج العقبة أن ظروف المياه الجوفية بها يمكن تلخيصها فيما يلي:

منطقة طابا-نويبع

أدى قرب خط الساحل من الكتل الجبلية لصخور القاعدة وضيق السهل الساحلي وانخفاض معدل الهطول المطري بالمنطقة، بالإضافة إلى صغر مساحة تجميع الأمطار للوديان الصغيرة التي تصب فيها وانحدارها الشديد في اتجاه الخليج، إلى ضعف إمكانيات المنطقة من المياه الجوفية من حيث الكم والنوع بسبب صعوبة تغذية رسوبيات الوديان ودلتياتها الساحلية بمياه الأمطار والجريان السطحي.وقد أسفرت نتائج المسح الجيوفيزيقي وحفر بعض الآبار بالمجرى السفلي لواديي ملااخ والمحاشي بالمنطقة عن ارتفاع ملوحتها (15000-50000 جزء في المليون) مما أدى إلى اللجوء لعمليات تحلية البحر أو المياه الجوفية المالحة أو استغلال المياه الجوفية العميقةبمنطقة شعيرة بالمجرى العلوي بوادي واتير ونقلها إلى مناطق الأنشطة السياحية على ساحل الخليج.

منطقة نويبع. تتواجد المياه الجوفية بمنطقة نويبع بدلتا وادي واتير الساحلية في رواسب الحقب الرباعي، والتي تتكون من الرمال والحصى وفتات صخور القاعدة المجواه، غير أنه لم تجر أية دراسات تفصيلية للتعرف على الوضعية الهيدروجيولوجية للخزان الجوفي بالمنطقة بما في ذلك سمكه الكلي المشبع بالمياه ومعدلات تغذيته والتغير في ملوحة المياه مع العمق ومدى توغل مياه الخليج المالحة داخل الخزان بهدف تحديد إمكانياته المتاحة من المياه الجوفية للإستغلال الآمن دون إحداث تدهور في نوعية المياه على المدى الطويل.

منطقة دهب تماثل ظروف المياه الجوفية بمنطقة دهب مثيلتها بمنطقة نويبع حيث تتواجد برسوبيات الحقب الرباعي بدلتا وادي دهب والتي لم يتم دراستها تفصيلياً لتحديد إمكانياتها المتاحة للإستغلال.

منطقة شرم الشيخ أدت الظروف الجيولوجية لموقع مدينة شرم الشيخ وما حولها من وقوعها على شريط ساحلي ضيق بين ساحل الخليج والكتلة الجبلية لجنوب سيناء، مع الإنحدار الشديد لمجاري الوديان التي تصب فيه إلى افتقار المنطقة لمصادر مياه جوفية ذات نوعية مقبولة بالتكوينات الجيولوجية المختلفة، حيث أسفرت نتائج الحفر الإختباري بالمنطقة لاختبار تكوين رمال المايوسين عن ارتفاع ملوحة المياه الجوفية والتي تراوحت ما بين 6000-16000 جزء في المليون. وتجرى حالياً عمليات تحلية مياه الخليج لتوفير احتياجات الأنشطة السياحية وحاجة المدينة من مياه الشرب بالإضافة إلى المياه الجوفية المنقولة من مدينة الطور، ويُجرى تنفيذ عمليات الحفر الإختباري بواديي نبق وكيد لاختبار وجود مصادر للمياه الجوفيةبرسوبيات الواديين ذات نوعية مقبولة.

ساحل البحر الأحمر (الزعفرانة- حلايب)

لم تحظ حتى الآن منطقة السهل الساحلي الغربي للبحر الأحمر بأية دراسات لمصادر المياه الجوفية بها ولتقييم إمكانياته المتاحة لأغراض التنمية المستديمة، سوى بعض التقارير العامة التي أعدت عن نتائج حصر الآبار والعيون القائمة بالمنطقة الساحلية، الزعفرانة-حلايب، والدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية الإقليمية وحفر الآبار الإختبارية التي أجريت بمناطق وادي دارا وشجر جنوب رأس غارب وواديي حوضين وكراف بمنطقة حلايب وشلاتين.

منطقة الزعفرانة – رأس غارب. تم حصر العيون والآبار التي تستمد مياهها من المياه الجوفية لصخور الحجر الجيريالمتشقق التابع للعصر الكريتاوي بهضبة الجلالة القبلية والتي تزود ديري سانت انطونيو وسانت بول بالمياه بمعدل 100 متر مكعب/يوم بملوحة 1600 جزء في المليون.

 

منطقة رأس غارب – الغردقة من واقع نتائج الدراسات الجيولوجية والجيوفيزيقية وحفر الآبار الإختبارية/ الإنتاجية التي قامت بها شركات البترول ومركز بحوث الصحراء بمناطق شجر ورأس شقير ووادي دارا جنوب رأس غارب، أمكن الإستدلال على مصادر للمياه الجوفية بتكويني رديس الرملي التابع لعصر المايوسين بمنطقة شجر- رأس شقير ورمال النوبيا بمنطقة وادي دارا. وقد أسفرت عمليات حفر واختبارإحدى عشر بئراً بمنطقة شجر ورأس شقير جنوب رأس غارب، عن عمق طبقة رمال الغرندل المستغلة بهذه الآبار يتراوح ما بين 600-900 متر من سطح الأرض وبسمك يتراوح ما بين 90-140 متراً في حين يتراوح عمق سطح المياه بالآبار ما بين 30-50 متراً من سطح الأرض.

منطقة الغردقة- سفاجا أسفرت أعمال الدراسات الجيولوجية السطحية ونتائج حفر آبار الإستكشاف البترولي والتعديني بالمنطقة عن أنها تتميز بوجود تكوينات الحجر الرملي والمارل والحجر الجيري التابعة للزمن الثلاثي الأوسط، تغطيها المصاطب الزلطية ورسوبيات الشواطئ القديمة التابعة لعصر البلايستوسين مع وجود تراكيب الحوضية الرسوبية الهامة والمتاخمة للحافة الشرقية لسلاسل جبال البحر الأحمر كحوض الزيت جنوب غارب وحوض عش الملاحة شمال غرب الغردقة، والتي تتطلب دراستها هيدروجيولوجيا لاحتمال وجود تجمعات للمياه الجوفية العميقة بها. وأسفرت عمليات الحفر الإختباري بمنطقة دشة الضبعة جنوب مدينة الغردقة عن وجود مياه جوفية بتكوين المايوسين بملوحة حوالي 5000 جزء في المليون، والتي يتم معالجتها في منتجع الجونة السياحي. وأوضح الحصر الميداني للآبار القائمة بالمنطقة (جنوب، 1969م) وجود المياه الجوفية بالرسوبيات الوديانية بوادي باشا بمنطقة سلسلة جبال البحر الأحمر جنوب غرب الغردقة بسمك يصل إلى 85 متراً، ويبلغ عمق المياه الجوفية بها حوالي 16 متراً من سطح الأرض وتدر 80 متر مكعب/يوم من المياه العذبة.

منطقة سفاجا – رأس بيناس أشارت نتائج الدراسات القليلة التي أجرتها شركات التعدين وهيئة المساحة الجيولوجية والمشروعات التعدينية بالمنطقة الساحلية الممتدة من سفاجا شمالاً حتى رأس بيناس جنوباً، وبيانات الحصر الميداني للآبار والعيون الطبيعية الموجودة بها إلى وجود المياه الجوفية بصخور المايوسين الرملية بمنجم الحمراوين، بسفاجا على عمق 12 متراً من سطح الأرض، وتبلغ إنتاجية الآبار المستغلة بها 500 – 1000 متر مكعب/يوم بملوحة كلية تتراوح ما بين 2300 – 2800 جزء في المليون، وبالرسوبيات الوديانية بوادي كريم غرب القصير حث يبلغ سمك الطبقة الحاملة للمياه 700 متر وعمق سطح المياه 30 متراً من سطح الأرض، إلا أن إنتاجية الآبار المستغلة لهذا التكوين من المياه العذبة تتراوح ما بين الضعيفة إلى المتوسطة حيث تبلغ 6 أمتار مكعبة/يوم بئر أبو غصون، 10 متر مكعب/ يوم ببئر وادي كريم بالقصير . و100 متر مكعب/ يوم ببئر وادي لاهامي برأس بيناس.

منطقة رأس بيناس – حلايب تعتبر المياه الجوفية هي المصدر الرئيسي للمياه العذبة في هذه المنطقة النائية على ساحل البحر الأحمر ويشكل الخزان الجوفي برسوبيات الحقب الرباعي الخزان الرئيسي بالمنطقة. وتعتمد إمكانيات المياه الجوفية وملوحتها على معدل الهطول المطري بالمنطقة والمتغير من عام لآخر بل ومن موسم لآخر، وتسربها من خلال صخور القاعدة المتشققة إلى رسوبيات الوديان خاصةبوادي حوضين وكراف والذين يعتبران أهم الوديان بالمنطقة من حيث احتمالات إمكانياتهما المائية لتميزهما بكبر مساحة مستجمع المياه بهما.

وتوضح بيانات الآبار التي تم حصرها بوادي حوضين ورحبة بالمنطقة الجبلية شرق مدينة شلاتين أن آبار الجاهلية ورحبة وأبرق تقع جميعها على مسار فوالق تسمح بتصاعد المياه المتجمعة بصخور القاعدة المتشققة من خلالها إلى رسوبيات الوديان المستغلة بهذه الآبار، وأن ملوحة مياه هذه الابار تتراوح ما بين 1000 – 1500 جزء في المليون في حين أسفرت نتئج حصر الابار القائمة بدلتا وادي حوضين ونتائج البئر الإختيارية التي تم حفرها في مدخل الوادي عن ارتفاع ملوحة المياه الجوفية (6000 – 9000 جزء في المليون) وهو ما يعزي إلى ضعف ما يُرد من مياه الجريان السطحي بالوديان إلى دلتياتها بهذه المنطقة وتسرب معظم ما يسقط من مياه الآمطار محليا بالمجرى العلوي للوديان من خلال تشققات صخور القاعدة السائدة بالمنطقة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *