منسوب مياه البحر

ارتفاع منسوب مياه البحر أكثر خطورة مما كنا نظن

مستوى البحر يعرف بأنه المنطقة التي تلتقي فيها المياه مع اليابسة والكثير من أهم مدن العالم يقطنها ملايين السكان على بعد أقدام من تلك المنطقة.

 

نتحدث عن مستوى البحر عالميا، حيث أن تغييرات لبضعة إنشات فقط تستغرق مئات إن لم تكن آلاف الأعوام.

 

لكن إذا تحولت هذه الإنشات إلى أقدام وهذا التغيير يحدث في فترة حياتنا فنحن نتحدث عن تغيير جذري في سواحل الأرض كلها

 

مستويات البحر تتغير لسببين رئيسين: السبب الأول هو التمدد الحراري، وتمدد المياه بكل بساطة مع ازدياد حرارتها

 

فكر في مقياس الحرارة، مع ارتفاع الدرجة يرتفع السائل داخل الأنبوب بسبب تمدده

 

نحن نقوم بالأمر ذاته مع رفعنا لدرجة الحرارة في العالم، ما يؤدي إلى تمدد المحيطات

 

السبب الثاني لازدياد واخفاض مستوى البحر هو كمية المياه المخزنة في جليد اليابسة، فذوبان الجليد البحري، مثل الجبل الجليدي،  لن يساهم في تغيير مستوى البحر

 

كما هو الأمر عندما يذوب الثلج في مشروبك دون أن يتغير ارتفاع السائل

 

لكن جليد اليابسة مهم جداً، فمع ارتفاع الحرارة فإن هذا الجليد يذوب ويصل إلى المحيط ما يؤدي إلى ازدياد مستوى البحر

 

على سبيل المثال، إذا ذاب الغطاء الجليدي في غرينلاند لوحده فقط فإن ذلك كفيل برفع مستوى البحر في العالم بأكثر من عشرين قدما

 

نحن نرى هذه العمليات تحدث فعلاً، فمع ارتفاع الحرارة في القرن الماضي رأينا ارتفاع مستوى البحر بسرعة أكبر من أي لحظة في آخر ألفي عام

 

ويحذر العلماء بأن استمرارنا في رفع حرارة الكوكب ووصولنا إلى رفعها بدرجتين مئويتين فإننا قد نعرض ملايين الأشخاص حول العالم إلى فيضانات ساحلية بسبب ارتفاع مستويات المياه

يشكل ارتفاع مستوى سطح البحر مشكلة حقيقية للحياة على سطح الكرة الأرضية، حيث يؤدي هذا الارتفاع إلى انغمار عدد كبير من المدن البحرية بالمياه، ويحدث هذا الارتفاع أساساً من ازدياد درجة حرارة الأرض والتي تؤدي إلى ذوبان الكتل الجليدية نتيجة ما يسمى بالاحتباس الحراري أو غازات الدفيئة، وتظهر دراسات قياس منسوب سطح البحر زيادة بنسبة 20 سم في كل قرن ، أو 2 ملم في السنة.

مستوى سطح البحر منذ نهاية آخر حلقة الجليدية

سجل العلماء زيادة في متوسط نسبة ارتفاع مستوى سطح البحر بحدود 1.8 ملم سنوياً وذلك في المئة سنة الماضية، إن هذه النسبة ارتفعت إلى 3.1 مم / سنة في الفترة الواقعة ما بين 1993 و 2003. تعود هذه الزيادة أساساً إلى النشاطات البشرية المختلفة والمتمثلة بزيادة انبعاث الغازات في الجو من عوادم السيارات والمصانع وحرق الغابات … إلخ. ونتيجة لهذه النشاطات، ستشهد البحار ارتفاعاً متزايداً في نسبة المياه في القرن القادم على الأقل، ويصعب التنبؤ بهذه الزيادة نتيجة غياب المعطيات اللازمة للنشاطات البشرية وتطورها في الفترة القادمة.

 

ويتوقع العلماء زيادة في ارتفاع سطح البحر تقدر بـ 1.3 م في القرن المقبل بينما يرى المعتدلون بأن هذه الزيادة قد تنخفض إلى 80 سم في حال تحكم الإنسان بطريقة استخدام الطاقة واعتماده على الطاقة النظيفة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *