المحافظة على الماء من التلوث

المحافظة على الماء من التلوث
تلوث المياه
التلوث بمفهومه العام هو اختلاطُ عناصر البيئة بعنصرٍ غريبٍ يؤدّي إلى إحداث تغيير في خصائص هذا العنصر، وتلوث المياه يعني اختلاط الماء بمادةٍ أو بموادَ تؤدي إلى إحداث تغيير بخصائصها فتصبح غيرَ صالحةٍ للشرب أو لأي استخدام آخر.
مصادر المياه
مياه الأمطار: تُشكل مياه الأمطار المصدر الرئيسي لمياه الشرب فبسبب الأمطار التي تجري في الأنهار، والجداول ، والأودية، وتفجر الينابيع، وتُعتبر أكثر عرضة للتلوّث.
المياه السطحيّة: وهي عبارة عن مياه البحار والمحيطات، والبحيرات وهي عبارة عن مياه تكثر بها نسبة الأملاح لذلك لا تُعتبر عذبة.
المياه الجوفيّة: وهي المياه المُخزّنة تحت القشرة الأرضية وتتجمع على شكل أحواض مائيّة كبيرة في باطن الأرض، قد تكون هذه المياه عذبة صالحة للشرب وقد تكون مالحة غير صالحة للشرب إلا بعد تحليتها بمعامل خاصة.
وعلى الرغم من أنَّ نسبة الماء في الكرة الأرضية تعادل ثلثي نسبة اليابسة، إلا أنّها لا تتوزّع على سطح الكرة الأرضية بالتساوي ففي الوقت الذي تكون فيه بعض المناطق على سطح الكرة الأرضية غنيةً بمصادرِ المياه، توجد دولٌ تعاني من شحّ المياه، خاصةً إذا كان اعتماد هذه المناطق على مياه الأمطار، ونحن نرى أمثلةً كثيرةً على التغيّر المناخيّ والذي نتج بسبب عواملَ كثيرةً منها التلوث للغلاف الغازي للكرة الأرضية أن جميع أشكال التلوث التي أحدثت خراباً بالتوازن البيئي من صنع الإنسان.

أسباب وحلول تلوث المياه
الأسمدة الكيماويّة والمبيدات الزراعيّة: إن الاستخدام المفرط للأسمدة الكيماويّة بهدف زيادة الإنتاج الزراعيّ يؤدّي إلى تسريب الكميّة الزائدة عن حاجة النبات إلى الطبقات السفلى للتربة والوصول إلى المياه الجوفيّة، فيلوّثها بالمواد الكيماويّة الضارة على حياة الإنسان والحيوان.
الحل : التقليل من استخدام الأسمدة الكيماويّة وعمل دورةٍ تبادليةٍ مع السماد العضويّ، فيأخذ النبات حاجته من العناصر المقويّة ونحافظ على المياه خاليةً من التلوّث.
مياه الصرف الصحي وهي المياه العادمة: كثيرٌ من الأحيان يتمّ تصريف المياه العادمة في المجاري المائيّة، فتلوّث هذه المجاري والبحار التي تصبّ فيها، مما يؤدي إلى نفوق الأسماك والأحياء البحرية الصغيرة التي تتغذّى عليها الأسماك.
الحل: التوسّع في مجال عمل محطات التنقية ويمكن إعادة تدوير هذه المياه والاسفادة منها في ريّ الأشجار أو النباتات التي لا تؤكل نيّئةً.
تسرب المواد النفطية من البواخر: وكثيراً ما حدث تسرّب للنفط من البواخر التي تنقله وتسبّب بكارثةٍ بيئيةٍ أدّت إلى موت الكثير من الأسماك والأحياء البحرية الأخرى.
الحل: التقليل من استخدام البواخر لنقل مواد النفط والاعتماد على الأنابيب إذ إنّها أكثرُ أماناً.
مخلّفات المصانع وبقايا العناصر المشعة: كثيراً ما يتم إلقاء مخلفات المصانع من عبواتٍ فارغةٍ في المجاري المائيّة، فتتسبب بتلوّثها بالمواد الكيماويّة التي تسبب السرطان للإنسان، والأكثر ضرراً هو طمر النفايات النووية في الأرض، ويستمر نشاط هذه المواد الإشعاعيّة فيلوّث المياه الجوفيّة.
الحل: هو التخلّص من هذه المواد عن طريق عمل برامج لإعادة تدويرها والاستفادة منها.
كيف نحمي الماء من التلوث
تعد المياه نعمة من نعم الله تعالى علينا والتي يجب علينا أن نحافظ عليها لانها ليست ملكاً لنا وحدنا بل هي ملك لجميع الناس، بل ولجميع المخلوقات التي خلقها الله تعالى، فليس هناك أي نوع من انواع الكائنات الحية لا يلزمه ولا يحتاج الماء، والماء أيضاً هو الحل الأول لكثير من الأمراض سواء الجسدية أو ما يصيب البشرة في الإنسان، وما يصيب الكلى من علل وأمراض تعطلها عن القيام بوظائفها، إضافة إلى ذلك، ومن هنا فالحفاظ على المياه واجب على الجميع حيث يتوجب على كل الناس الحفاظ عليه، حتى تستمر حياتهم بالشكل الصحيح، إضافة إلى المحافظة على الغذاء والمحافظة على الهواء، كما أن الماء هو مصدر الكثير من أنواع الغذاء، فهو الذي يبقي النباتات حية وهو الذي يبقي الحيوانات حية، وبالتالي يبقى الغذاء للإنسان. لهذا فإذا تضرر الماء فكل هذه الحياة ستضرر.
ومن الأسباب التي تلوث المياه على هذا الكوكب النفايات الصلبة التي يتم إلقاؤها في المياه الصالحة للشرب، إضافة إلى النفايات المنزلية أيضاً، كما أن هناك النفايات السائلة والإشعاعية والكيمائية التي أيضاً يتم إلقاؤها في المياه، من هنا نرى أن الإنسان هو المتسبب الأول في التلوث المائي، حيث إن نسبة المياه الملوثة بازدياد، ومن هنا توجب ازدياد نسبة الاهتمام بالماء والعناية التامة به، حيث إنه إن لم يتنبه العالم للمخاطر المحيثة بالمياه هلكوا.
من ضمن الإجراءات التي يتوجب اتخاذها لوقف تلويث المياه بالمصادر المختلفة، أن تشدد الرقابة على كل مصادر التلوث المائي من بشر او مصانع وغيرهم، حيث أن هذه الرقابة تعمل على التقليل من التلوث بشكل كبير جداً، إضافة إلى ذلك فإن الدول بحاجة إلى زيادة التوعية تجاه هذه القضايا، فالتوعية المجتمعية من شانها التخفيف وبشكل كبير جداً من هذه المخاطر، إضافة إلى ذلك يجب إبعاد المصانع وكافة ملوثات المياه عن المياه، عن طريق منع منح التراخيص بالقرب من مصادر المياه.
كما ويمكن معالجة موضوع نقص المياه عن طريق اللجوء إلى عمليات التقليل من هدر الماء، كما يتوجب أن يتم العمل على ان بناء السدود واستخدام الوسائل التخزينية للمياه، إضافة إلى ذلك فإن تطور التقنيات المستخدمة في عملية الري وأية عملية تعتمد على المياه فيها، قد تقلل من نسبة المياه المهدورة، كل هذه الأمور يجب الانتباه إليها والحرص الشديد عليها حتى ينعم الناس بمعيشة هانئة وطيبة.
حماية الماء من التلوث
يعتبر الماء من أهمّ المصادر الطبيعيّة الموجودة على سطح الأرض، فهو يدخل بشكل كبير في تركيبة جسم جميع الكائنات الحية، والتي تعتبر ذات أهمّيّة كبيرة للإنسان الذي يتكون جسمه من 70% من الماء، لذلك يحتاج إلى شربه باستمرار بمقدار صحيّ يُقارب لترين يومياً للمحافظة على الخلايا من التلف، وبقاء البشرة نضرة وشبابية.
هنالك عدّة صفات يجب أن يتّصف بها الماء لكي يكون صالح لاستخدامه في حاجيات جميع الكائنات الحية، فيجب أن يكون ذا لون شفاف وصافي، وأن لا يحتوي على أي رائحة أو طعم، وأن يكون خالياً من الطفيليّات والميكروبات المسبّبة للأذى والأمراض الخطيرة للإنسان والحيوان وكذلك النباتات.
أسباب تلوّث الماء
تسرب النفايات بجميع أنواعها البشرية، أو النووية، أو الجرثومية إلى الماء، وذلك ينتج عن سوء إدارة عند بعض الأشخاص المسؤولين عن حماية الماء.
لعب الأطفال بالماء الخاص للاستخدام البشريّ والحيوانيّ والنباتيّ وتلويثه ببعض إفرازات الجسم ومخرجاته، كالتبوّل أو التبرز فيه، وهذا يكثر في ماء السدود، لذلك يجب منع الأطفال من الاقتراب على تلك الأماكن لخطورتها على حياتهم، وخطورتها على الكائنات الحية جميعها عند تلوثها، وأيضاُ قد تنتقل عبر ماء السدود مجموعة من الطفيليات المؤذية للكبد كالبلهارسيا.
اختلاط الماء النقي بالمياه العادمة، نتيجة تكسّر وتلف في الأنابيب الواصلة لكل منهما ليختلطان مع بعضهما البعض ويتسبّبان بكارثة صحية كبيرة.

حماية الماء من التلوث
هنا نذكر مجموعة من الاقتراحات التي من شأنها الحدّ من تلوث مصادر المياه:

إحاطة السدود بموجوعة من الأسلاك الشائكة، أو بعض الأسيجة التي تمنع الأشخاص من الاقتراب عليها، لضمان عدم تلوثها وبقائها نظيفة وصالحة للاستخدام.
التوعية ودعوة الأفراد لحضور مجموعة من النشاطات والدورات المختصّة بذكر أهمّيّة المحافظة على الماء نظيف، والإكثار من ذكر تلك الأهمية في الكتب المدرسية والتربوية، ليكون الإنسان على وعي كامل بذلك فلا يقوم بتلويث الماء.
دفن النفايات بجميع أنواعها بالطريقة الصحيحة، والمكان الصحيح الذي يجب أن يكون بعيد بمسافات كبيرة عن السدود، والمياه الجوفية، وغيرها من المصادر المستخدمة للكائنات الحية.
وضع مجموعة من القوانين والعقوبات الرادعة للأشخاص الذين يقومون بتلويث الماء، وخاصّة أصحاب المصانع، فكثير منهم يتخلص من النفايات الناتجة من مصنعه بأقرب نقطة تحتوي على الماء، دون أن يتسأل بينه وبين نفسه عن مصير من سيتناول من تلك المياه.
التعقيم الصحيح للماء، ووضع بعض الحبوب الصحية والدوائية فيه لتقتل الجراثيم والميكروبات، واستخدام الكلور وتكريره جيداً قبل ضخه للخزانات الخاصة بالاستخدام البشري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *